• أسعار النفط تقفز 10 % في أكبر مكاسب يومية منذ 6 أشهر

    10/11/2020

    ​قفزت أسعار النفط نحو 10 في المائة أثناء التعاملات أمس، وهي أكبر مكاسب في يوم واحد خلال أكثر من ستة أشهر، وذلك بعد إعلان شركة فايزر نتائج واعدة للقاحها المرشح للوقاية من مرض كوفيد - 19، وقول السعودية "إن اتفاق "أوبك+" الخاص بإنتاج النفط يمكن تعديله لموازنة السوق".
    وبحسب "رويترز"، ارتفعت عقود خام برنت 3.63 دولار، أو 9.25 في المائة، إلى 43.10 دولار للبرميل عند الساعة 14:50 بتوقيت جرينتش، في حين صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 3.89 دولار، أو 10.5 في المائة إلى 41.02 دولار.
    وقال بيورنار تونهاجن مسؤول أسواق النفط لدى "ريستاد إنرجي"، "في نظر المتعاملين، سيساعد إيجاد لقاح على ضمان عدم الحاجة إلى فرض إجراءات للعزل العام في المستقبل وسيخرج الناس من جديد إلى الشوارع، ما يسمح بتعافي النقل البري والجوي".
    بينما أوضح جيوفاني ستونوفو المحلل لدى "يو.بي.إس"، أن أسعار النفط وجدت أيضا دعما من ضعف الدولار الناجم عن فوز جو بايدن في الانتخابات.
    كما يدعم المكاسب السعرية جهود "أوبك+" في احتواء تخمة المعروض في الأسواق عبر التحسين المستمر في مستوى الامتثال لتخفيضات الإنتاج خاصة في ضوء توقعات بتمديد التخفيضات الواسعة للإنتاج خلال العام المقبل مع استمرار حث المنتجين المقصرين على الالتزام بخطة خفض المعروض.
    وقال لـ"الاقتصادية"، مختصون ومحللون دوليون "إن وزراء "أوبك+" لهم رؤية استباقية لتطورات السوق وهم يحتاطون جيدا لكل العوامل السلبية الضاغطة على الأسعار بتقليل أثرها، في مسعى إلى الاقتراب الدائم من توازن العرض والطلب، ولذا تتردد أنباء قوية عن إمكانية تعديل اتفاق خفض النفط ما يعني تأجيل خطط المجموعة في زيادة الإنتاج في كانون الثاني (يناير) المقبل".
    وأشار المختصون إلى التفاهمات المستمرة بين السعودية والإمارات وروسيا للتوصل إلى أفضل آليات التعامل مع المتغيرات في السوق خاصة الأزمة الراهنة المتفاقمة والمتعلقة بحدوث موجة ثانية من عمليات الإغلاق بسبب فيروس كورونا، ما يهدد بانكماش حاد في الطلب.
    وأوضح المختصون أن الطلب في الأسواق الآسيوية في وضع أفضل وهو ما يحافظ نسبيا على تماسك الأسعار، موضحين أن الجميع يتطلع إلى تراجع المخاوف بشأن تخمة المعروض خاصة في ضوء وجود عديد من المؤشرات الإيجابية من الصين ومنها أن واردات البلاد من النفط في طريقها إلى الارتفاع بنسبة 10 في المائة هذا العام.
    ولفت المختصون إلى أن ترقية ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي المرتقبة إلى منصب نائب رئيس الوزراء ستدعم دوره كمفاوض لتحالف "أوبك+" بين الدول المنتجة للنفط وتسهل استمرار التواصل والتفاهم والشراكة مع السعودية.
    وقال روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية "إن السعودية دائما سباقة ولها رؤية مستقبلية جيدة، عكستها تصريحات الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة بعدم الممانعة من تعديل الاتفاقية الراهنة بحسب الاحتياجات في المستقبل".
    وذكر أن "أوبك+" بقيادة السعودية وروسيا كانت تخطط لتخفيف قيود خفض الإنتاج التي تبلغ 7.7 مليون برميل يوميا بإضافة نحو مليوني برميل مع بداية العام، لكن المجموعة يبدو أنها على وشك إجراء تعديلات مهمة في هذه الخطة لكنها كعادتها تحرص على أن تخرج القرارات بإجماع الأعضاء واستيفاء المشاورات والدراسات التحضيرية المسبقة حتى تتبلور ملامح التعديلات التي تترقبها السوق.
    من جانبه، أوضح ألكسندر بوجل مستشار شركة "جي بي سي إنرجي" الدولية أن فوز الرئيس المنتخب جو بايدن أعطى جرعة من التفاؤل للأسواق وزاد من شهية المخاطرة لدى المستثمرين وهو ما أسهم في معادلة بعض التأثير السلبي الجامح الناتج عن الموجة الثانية من الوباء التي أضعفت الطلب على نحو واسع، مبينا أن الأسبوع الجاري بدأ على مكاسب جيدة غابت عن السوق على مدار أسابيع ماضية.
    وأشار إلى أن إطالة أمد تخفيضات الإنتاج في اجتماع وزراء "أوبك+" هي خطوة مرتقبة ومتوقعة خاصة أن كثيرا من الدول يؤيدها، في مقدمتها السعودية وروسيا والجزائر، حيث تتولى الأخيرة مهمة الرئاسة الدورية لمنظمة أوبك، كما أن الجميع يدرك حجم التحديات التي تواجهها السوق في الفترة الراهنة وأن تمديد التخفيضات بات الخيار الأوحد في ظل ضعف الطلب الحاد جراء الجائحة.
    من ناحيته، قال لوكاس برتريهر المحلل في شركة "أو إم في" النمساوية للنفط والغاز "إن سوق النفط الخام في حالة مزاجية ومعنوية جيدة وهو ما أدى إلى مكاسب سعرية قوية في بداية الأسبوع، وذلك في ضوء استعداد الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن للانتقال إلى البيت الأبيض الذي يراهن عليه كثيرون في إصلاح أخطاء سابقة وإعطاء دفعة قوية للنمو الاقتصادي، بعدما دمرت الجائحة توقعات النمو وتعافي الطلب، كما انحسرت المخاوف على قطاع الطاقة الأمريكي من سياسات بايدن الذي تعهد بتحول تدريجي نحو موارد الطاقة النظيفة وهو نهج عالمي".
    ولفت إلى أن إخراج الاقتصاد الأمريكي المتضرر من الوباء من الأزمة هو التحدي الأكبر أمام بايدن الذي سارع إلى تشكيل مجموعة عمل خاصة بالوباء قبل تسلم مقاليد السلطة، مبينا أن انتخاب الرئيس الجديد قد يسرع من سياسات التحفيز المالي ويقلل من الخلافات الحادة والصراعات الاقتصادية السابقة مع الصين وغيرها.
    بدورها، أوضحت نايلا هنجستلر مدير إدارة الشرق الأوسط في الغرفة الفيدرالية النمساوية أن التفاؤل بنتيجة الانتخابات الأمريكية طغى على عوامل سلبية كثيرة ما زالت مهيمنة على السوق ومنها التوسع المتجدد في الإمدادات الليبية، حيث تجاوز الإنتاج مليون برميل يوميا خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي ما عمق الصعوبات والتحديات التي تواجه تحالف "أوبك+" وهم على أعتاب اجتماع حاسم ومفصلي في نهاية الشهر الجاري لمناقشة سياسة الإنتاج وتحديد مستوى التخفيضات الإنتاجية في العام المقبل.
    وذكرت أن حالة التفاؤل الراهنة قد لا تصمد كثيرا أمام ضغوط العوامل الهبوطية على الأسعار بسبب استمرار ضعف الطلب وتواصل أنشطة المضاربة على هبوط الأسعار بسبب الأضرار الواسعة التي لحقت بالاستهلاك خاصة في أوروبا بسبب انتشار الوباء وعودة الإغلاق الشامل، لكن تبقى الآمال محيطة بالطلب الآسيوي وهو في وضع أفضل، إضافة إلى الآمال الخاصة بتسارع وتيرة السحب من المخزونات ولو نسبيا في الفترة المقبلة.
    من جانب آخر، تراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 39.22 دولار للبرميل الجمعة الماضي مقابل 39.79 دولار للبرميل في اليوم السابق.
    وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس، "إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول انخفاض عقب عدة ارتفاعات سابقة، كما أن السلة كسبت نحو ثلاثة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 36.50 دولار للبرميل.

حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية